الفطرة السليمة
تناقلت احد الصحف لاحدى البلدان خبر (عصابة تسطوعلى بيت) فكتبت :
هجمت
عصابة سطو وسرقة في الساعة التاسعة مساءا على بيت امن مكون من جدة وجد
وبنت ومعهما ستة اطفال صغار يتراوح اعمارهم بين 8-11 سنة؛ وقد سرقوا مالا
ومجوهرات بمبلغ ليس بالقليل بعد ان شدوا وثاق مالكي البيت وامروا الاطفال
بالاستلقاء ارضا ومنعوهم من الحركة.
لحد
الآن ليس في القصة من غريب فالسرقات وغيرها تحدث في مجتمعات عربية
واسلامية فقدت الاسلام وروحه وفي مجتمعات غربية راسمالية همها المال
وشهواتها الحيوانية .
ولكن
الملفت للنظر ان هؤلاء السراق بعدها تكلموا بكلام ان دل على شيء فإنه يدل
على وجود الفطرة السليمة عند كل فرد منا ولكن نحن الذين طمسناها .
فقد تكلم السراق مع الاطفال فقالوا لهم وبالنص: لا تصبحوا مثلنا سراق!!... اقرءوا وتعلموا بجد وجهد لتكونوا اطباء ومحامين لكي يتفاخر ويفرح بكم ابائكم وامهاتكم واهليكم!!
وبعدها انتقلوا بالكلام الى الجدة وقالوا لها: سامحينا والمعذرة جدتنا... ولاتفكري ضدنا وعدم الرضا نحونا؛ فنحن ايضا مثل اولادك نحاول ان نحصل على المال للعيش.. اعذريننا !!
انتهت القصة وفروا السراق (ولكنهم لن يفروا من خالقهم وعقابهم محفوظ) ولم تتمكن الشرطة من القبض عليهم....
الذي
يلفت ربما للتأمل هو كلام السراق مع الاطفال والجدة فبالرغم انهم كانوا
سراق حقيقين وقد يكونوا قتلة ايضا ولكن الواحد منا يشعر ان فطرتهم نبعت او
على الاقل تحركت ولو لدقيقة وتكلموا بهذا الكلام السوي والاعتذار المؤدب .
فالانسان
مهما كان شريرا فالفطرة السليمة والطيب والنشا البشري موجود ومكنون في
داخله هبة من عند الله فهو جل جلاله الذي احسن خلقتنا وجمل فطرتنا
وارواحنا بشرف الانتساب الى الاسلام والى نبي الاسلام محمد صلى الله عليه
وسلم ولكن اللطم الحقيقي هو اننا بانفسنا ومن ايدينا غيرنا فطرتنا السليمة
الصالحة ولو بقت على ماكانت عليه لتفجرت ينابيع خير ولملكنا انفسنا
والعالم باجمعه؛ هاهو صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو الصديق رضي
الله عنه كانت نيته الصالحة وفطرته السليمة من الله سببا رئيسيا لقربه من
رسول الله صلى الله عليه وسلم . ان
الابتعاد عن منهج الله وتصرفات ست نفوسة المخزية والتربية الاسرية الغير
سليمة والصحبة السيئة ومؤثرات خارجية من غزو فكري وعولمة وافلام كلها
مجتمعة او كلا على انفراد يؤدي الى بناء شخصية مهزوزة غير سوية تفتش عن
الحرام بل تتلذذ فيه وهذا مشاهد بالصوت والصورة .
فهذه
التقلبات فينا والدقلات في غيرنا من مسلمين كلها ترجع الى الفطرة الغير
سليمة والى وجهة غير وجهة الله لذلك لم تجزي الشعارات والمظاهرات
والتنظيمات لان النية والفطرة فيهما خلل كبير وجيب اللي يعقل ويفهم هذا .
فالاجدر
بنا نحن كمسلمين ان نزيل الصدا من حديدنا ومن صلبنا ونركز على الفطرة
السليمة (الغير متراخية) نية وفطرة طفل بريء ولكنه في نفس الوقت ذكي وفطن
ومتوكل على ربه حقيقة وامفتح عيونه بشكل جيد ويعلم ماذا يجري حوله ولايكون
كالفاتحين عيونهم من المفتين الجدد والماء جاري تحت اسرتهم الحديد فصدات
وسيسقطون(يارب استر عليهم وعلينا وتب عليهم وعلينا)
والجدير
بالذكر والانتباه المهم انه اذا لم نتلاحق لهذا الخلل الكبير سيصبح حالنا
اسوء من حال هؤلاء سراق البيوت في هذه القصة لان التهمة ضدنا يوم القيامة
ستكون نحن سراق العقيدة والدين: عرفنا فتركنا وتعلمنا فجهلنا فانقلبنا على
ادبارنا خائبين وخائنين ؛ هؤلاء سراق البيوت مؤكد تربوا في بيئة غير دينية
واهملوا من قبل الجميع بل حتى من اهاليهم فكانت النتيجة سرقة اموال الناس
اما نحن .. اما المفتين الجدد .. أما الدعاة .. فالمفروض تربوا وتربينا في
بيئة دينية او على الاقل غير شريرة فحمل الامانة علينا اشد والله المستعان
وعليه التكلان ...
ونساله
جل جلاله وهو القادر ان يرزقنا فطرة جديدة سليمة سوية وعقلا متفتحا لخدمة
الدين العظيم ونية صالحة صادقة ولاحول ولاقوة الا بالله وصلى الله على
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الرئيسية 
